منذ أن تسللت جماعة الحوثي الإرهابي إلى العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014م على حين غرة عاش اليمنيون سلسلة لا تنتهي من الآلام والمآسي الممتدة حتى اليوم ، والرابط بينها كلها هو سلوك هذه الجماعة والتي أدخلت البلد في نفق مظلم يتناسب مع ايدلوجيتها الموبؤة ، والتي ترتكز على مبدأ "نحكمكم أو نقتلكم" ، ومثّل الانقلاب المليشاوي بداية لحقبة حالكة السواد في تاريخ اليمن الحديث .

 

هذه هي حقيقة هذه الجماعة الإرهابية التي جائت من الكهوف المظلمة فجاء معها الموت والحصار والقصف والدمار ، ولم تعرف اليمن من وجودها إلا وجعاً يتلوه وجع ، ومأساة تتبع أخرى ، وبسببها تضرر الإقليم والعالم ، وتحولت اليمن إلى مساحة مشاعة لارسال الرسائل العسكرية والسياسية بين الخصوم الدوليين ، واستبيح البحر والبر والجو وتدمرت كل مقومات التنمية والاقتصاد والبنية التحتية .

 

كل ما سبق ليس بخافٍ على أحد ، لكن ما يهم أن نكون واضحين وندرك أن كل أوضاعنا ما كانت لتبدو بهذه القتامة لولا وجود وممارسات جماعة الحوثي التي أوصلت البلاد والعباد إلى هذا البؤس بأفعالها المباشرة ، وبارتهانها لمشروع إيران التوسعي في المنطقة بما يحمله من بعد طائفي لا يتناسب مع قناعات اليمنيين ، ولا يزيدهم إلا وجعا على وجع ، ثم بنشرها الفوضى في المنطقة خدمة لهذا المشروع الدخيل وما ترتب على ذلك من تحركات عسكرية دولية تمتد خسائرها على الارض الى بنيتنا التحتية وما تبقى من مقومات لم يدمرها الحوثيون بسلاحهم المباشر ، فدمرها السلاح الذي وفروا المبررات لاستدعائه .

 

إن فكرة الخلاص من هذا الواقع القاتم تبدو عدمية مالم ترتكز على اقتلاع السبب المباشر الذي أوصلنا الى هذا الحال ، وكل ذي عقل يدرك أن السبب الوحيد هذه الجماعة الإرهابية بنزقها وتهورها وأطماعها وارتهانها لمشروع طائفي مستورد ، ورفضها التعاطي مع كل الفرص التي اتيحت لها لإصلاح ما يمكن إصلاحه ، وليس من سبيل اليوم بعد هذه المعاناة الطويلة إلا الاتجاه نحو استئصال المرض الخبيث من جذوره فقد تلاشت كل فرص العلاج ، واستنفذ اليمنيون ما لديهم من صبر .  

 

ما نحتاجه اليوم للخلاص هو موقف وطني جامع تتكاتف فيه القوى السياسية والعسكرية والمجتمعية ليتجه الكل نحو استكمال التحرير واستعادة الدولة اليمنية الجامعة ، والضغط على المجتمع الدولي لوقف التعامل مع الحوثيين كطرف بل كجماعة إرهابية أقضّت مضاجع اليمنيين ، واوغلت في تمزيق البلاد ، وتفكيك بنيتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، وهددت الأمن الإقليمي والدولي ، ولابد أن يدرك العالم أن التهاون مع هذه الجماعة إنما هو تواطؤ مع الإرهاب ، وتفريط بمستقبل اليمن والمنطقة بأسرها .

 

دمتم سالمين .